العمى واليباب

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
14/02/2014 06:00 AM
GMT



 غابةٌ تتشابكُ أشجارها بأفاعٍ بشرْ
 كلُّ أحلامها السود في دمها تُحتَضرْ
والرياحُ تلفُّ الرياحَ
 وهذا الهواءُ غبارٌ كثيفٌ
 وإن الندى من حجرْ
 ولولا سنابكُ خيل المطرْ
 وهبوبُ العواصفِ في المُشتَجرْ
 وخيطٌٌ من الفجر يدنو
 وما في الزرعِ من مُدّكرْ
 لأضحى اليبابُ جناناً
 وسقرُ جهنّم مأوى .. ومامن أثرْ
 لرواءِ الوداد ومجرى الغدير
 ونبع الحنين وحُلمٍ يطير
 بضوءِ القمرْ
* * *
أُسمّي الذي لا يُسمّى
 وجُرحي الذي نزفه
 من أعالي الفرات المدمّى
 انتظاراً يهدُّ الجبال
 وصبراً تماهى وهمّا
 لأنَّ الرزايا نساءٌ من الجنِّ
 ينقرنَّ تلك الصنوج وينشرن داليتين
 على صهوة الريح سلمى
 وكلّ المسرّاتِ كلمَى
 فأيّ انشراح
 لتوق الرماح
 وصدري بوسعِ السماوات مرمَى
 أفتشُ عنها ...
بلادي التي لاتراني
 ومَنْ لا يراها.. يرانيَّ أعمى
..................
أصيحُ بلادي .. بلادي
 أضاعوها .. وانيَّ ضعتُ
 بلادي ، بلاد المياه وفيها عطشتُ
 فكيفَ نكفكف دمع التراب
 ونسقي الظما بالدماء ..
وفي ليلِ كرخٍ ينامُ بصُبحِ الرصافةِ مَوْتُ ؟